إحياء اليوم الوطني للهجرة الموافق لـ 17 أكتوبر 2024

تستعد الجزائر لإحياء ذكرى اليوم الوطني للهجرة المصادف لـ 17 أكتوبر 2024 من كل سنة تخليدا لمجازر 17 أكتوبر 1961 التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق المهاجرين الجزائريين بباريس / فرنسا ورفع التعتيم والتستر والإنكار لجريمة دولة قل نظيرها التاريخ الحديث اقترفت في حق الشعب الجزائري الأعزل.
حيث خرج عشرات الآلاف من الجزائريين في مظاهرات سلمية دعت إليها فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا معبرين عن التفافهم بالثورة التحريرية داعيين إلى استقلال الجزائر ومطالبين السلطات الفرنسية حظر التجوال العنصري الذي فرض عليهم. وقد واجهت الشرطة الفرنسية هذه المظاهرات بقتل المئات من الجزائريين والرمي بهم في نهر السين.
تستوقفنا هذه الذكرى لاستنكار الممارسات الوحشية للإستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري والتي لم تنل على غير إنسانينها من عزيمته في التضحية بالنفس والنفيس لاسترجاع وطنه المفدى.
وبهذه المناسبة التاريخية العزيزة على كل الجزائريين والجزائريات داخل الوطن وفي الخارج، ستنظم سفارة الجزائر بالأرجنتين، بمقر إقامة السفير، وقفة ترحم على أرواح شهداءنا الأبرار تخليدا لهذا الحدث التاريخي الكبير وتذكيرا بفضل تضحيات هؤلاء الأبطال في استرجاع استقلال الجزائر وحريتها وكذا لتجديد العهد على المضي قدما في ظل جزائر جديدة وفاء لمبادئ ثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة.
وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد قرر في أكتوبر 2021، ترسيم الوقوف دقيقية صمت يوم 17 أكتوبر من كل سنة عبر كامل التراب الوطني ترحما على أرواح شهداء مجازر 17 اکتوبر 1961 بباريس. هذا وقد أكد السيد رئيس الجمهورية في عديد المناسبات على حرص الجزائر الشديد للتعاطي مع ملفات التاريخ والذاكرة موضحا أنها لا تتآكل بالتقادم أو التناسي بفعل مرور السنوات ولا تقبل التنازل أو المساومة وسيبقى في صميم إنشغالاتنا حتى تتحقق معالجته معالجة موضوعية جريئة ومنصفة للحقيقة التاريخية.
إحياء ذكرى اليوم الوطني للهجرة من شأنه الحفاظ على الذاكرة الوطنية من خلال إبراز الأدوار التي لعبتها الجالية الجزائرية في الخارج في دعم ثورة أول نوفمبر الخالدة سياسيا وماديا منذ إندلاعها والتعريف بعدالة القضية الجزائرية.
تمثل تضحيات الجزائريين بالخارج إبان الثورة ودورهم في بناء الجزائر المستقلة مرجعا ثابتا للدبلوماسية الجزائرية التي ما فتئت ترافع لأجل الدفاع عن حقوق الجالية الوطنية وخدمتها.
إن تضحيات شهداءنا ومجاهدينا ستظل مصدر إلهام للأجيال الصاعدة في تقوية رابطة البلد الأم وواجب المساهمة في بنائه وتطويره.
وقد أبى الوفد الرياضي الجزائري أثناء مشاركته في مراسم إفتتاح أولمبياد باريس الأخيرة إلا أن يلفت إنتباه العالم بإهداءه ورودا لأرواح شهداء نهر السين بباريس تحت شعار "تحيا الجزائر".
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.